أنا ف.ا، عملت في المجال الصحفي أثناء تواجدي في الغوطة وكنت أعمل كمحرر فيديو، وشاركت في كتابة تقارير حول الأحداث في الغوطة الشرقية.

أنا ف.ا، عملت في المجال الصحفي أثناء تواجدي في الغوطة وكنت أعمل كمحرر فيديو، وشاركت في كتابة تقارير حول الأحداث في الغوطة الشرقية.

 في الوقت نفسه، كنت مشرفًا على مركز طبي في الغوطة . كنت شاهدا على عدة هجمات كيماوية، أولها في أبريل 2013 في حي جوبر الدمشقي، حيث تعرض الحي لهجوم بقذيفة حملت غازاً ساماً، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص.

 الهجوم الثاني الذي كنت شاهدا عليه  في يوم 21 أغسطس 2013، حيث كنت في طريقي إلى البيت في وقت متأخر من تلك الليلة، وعند وصولي إلى البيت وصلني عبر اللاسلكي  نداء استغاثة من كادر المركز الطبي الذي أعمل فيه في حي جوبر للمساعدة في إسعاف المصابين في منطقة زملكا ، كانت الساعة  بين الواحدة والنصف والثانية بعد منتصف الليل .

 اصطحبنا معنا كل ما بحوزتنا من مادة الأتروبين وتحول كادرنا إلى كادر طبي ميداني في مدينة زملكا.

 تفاجئت بحجم الكارثة وكلماتي تعجز عن وصف ما شاهدته. قمت بإخلاء العديد من الأشخاص المصابين إلى مركز طبي، وكنا نواجه صعوبات هائلة في التعامل مع الكارثة بسبب حركة النزوح المجنونة، فكل من نجى من الكيماوي قرر النزوح إلى المناطق الداخلية من الغوطة. لم يكن بحوزة الكوادر الطبية أقنعة واقية.

أذكر أني نقلت عائلة مكونة من ثلاثة أفراد بسيارتي من زملكا إلى مشفى الإحسان في بلدة حمورية، هناك كانت أعداد المصابين تقدر بالمئات، حيث كان يتم إسعافهم أوليا عن طريق غسل المصابين  بالماء بشكل كامل، تركت العائلة التي قمت بنقلها على باب المشفى وعدت لنقل آخرين لكنني تفاجئت أن الكارثة تضاعفت مرات ومرات خلال دقائق، حتى أن بعض من كان معنا يقوم بالإخلاء والإسعاف تحولوا إلى ضحايا أو مصابين.

أسعفت حوالي 16 شخص في سيارتي و الكادر الطبي الذي جاء برفقتي توفي كله إلا شخص واحد. تعرض الأشخاص لأعراض مروعة جراء هذا الهجوم حيث كان الضحايا يعانون من ضيق التنفس، وكان هناك زبد يخرج من أفواههم واضطراب في عيونهم، مما جعل حدقة العين تظهر بشكل غير طبيعي، وكانت الحالة تتدهور بسرعة عند من لا يستطيعون التنفس، ويحتاجون إلى إمدادات فورية من الأكسجين، أنا عانيت  من الهذيان واضطراب الرؤية لمدة يومين تقريبا.

 مناطق القصف في 21/8/2013  كلها كانت أحياء سكنية ليس فيها مقرات عسكرية ولا أي مظاهر عسكرية فضرب المنطقة كان مقصود لقتل أكبر عدد من المدنيين والنظام بكل تأكيد هو المسؤول عن هذه الضربات.

شارك

This post is also available in: English Français