انا اسمي أ. خ كنت أعمل في مكتب إعلامي يقع في الطابق العلوي لمبنى فيه نقطة طبية مدنية.
شهدت حادثتي استخدام لأسلحة كيميائية.
الأول في مدينة حرستا عام 2013 والثاني بتاريخ 21/8/2013 في مدينة زملكا.
بالنسبة للحدث الأول:
كنا في مطلع فصل الصيف وأنا كنت في المكتب، وصل نداء إلى النقطة الطبية يطلبون فيه توجه سيارات الإسعاف إلى حرستا وقالوا إن هناك احتمالية قصف يحوي غازات سامة.
حينها رافقت كوادر الإسعاف واتجهت إلى مكان القصف بينما توجهت سيارات أخرى إلى نقطة طبية صغيرة في بلدة بيت سوى حيث تم نقل بعض المصابين إليها.
كان ذلك بعد منتصف الليل، وحينما وصلت لمكان القصف قمت بتصوير المصابين بكاميرتي ولم أكن قد اتخذت أي تدابير وقائية.
عندما عدت للمكتب قمت بتحميل الفيديوهات على قناتي على اليوتيوب وأعطيت الرابط لوسائل الإعلام، بعد وقت قصير بدأت أشعر بأعراض مماثلة وأحس بالاختناق، استمرت تلك الأعراض لأربعة أيام واظبت خلالها على أخذ حقن دوائية حتى تخلصت من الأعراض.
أعراض المصابين كانت تتمثل بخروج الزبد من الفم ورجفة في الجسد وجحوظ في العينين، أما أعداد المصابين فقد كانت تقدر بنحو مئة مصاب إضافة لسبعة أو ثمانية قتلى من العسكريين، لأن الاستهداف كان على نقطة عسكرية تابعة للجيش الحر.
الحدث الثاني :
كان في ليل 21/ آب كنت حينها في منزلنا بمسرابا مع أهلي وسمعت عبر أجهزة اللاسلكي نداءات للتوجه إلى زملكا والمساعدة في عمليات الإسعاف، في الشارع الذي نقطنه يوجد نقطة طبية مدنية، تسمى “البرق” هرعت إليها وتفاجأت بأعداد المصابين الواصلين إليها.
عرفت من خلال أجهزة اللاسلكي أن القصف الذي استهدف زملكا كان بواسطة أسلحة كيميائية فدخلت مباشرة إلى النقطة الطبية وبدأت أصور ما تقع عليه عدسة الكاميرا.
بعدما صورت بدأت أشعر بالدوار واضطراب الرؤية وعدت إلى المكتب ولكن لم أستطع تحميل الفيديوهات بنفس اليوم بسبب إصابتي التي كنت أشعر خلالها أنني سأموت لا محالة وأنتي كنت أتنفس بصعوبة وكأن هناك حجر في حلقي يمنعني من التنفس.
في اليوم التالي نشرت الفيديوهات التي قمت بتصويرها وبعد أسبوع أصبحت بحال أفضل وذهبت إلى زملكا وجوبر وقمت بتصوير أماكن الاستهداف.