كانت إبادة بحق العائلة فقدنا من عائلتي الصغيرة والكبيرة 33 شخصاً في هذه المجزرة. 

بينما شهادتي تبدأ بعد أيام حينما استيقظت في المشفى الميداني بعد مجزرة الغوطة لا أدرك من حولي شيئ سوى أني كنت أشعر بالعطش الشديد، أعطتني الممرضة الماء شربت وغبت عن الوعي مرة اخرى.

كنت تارة أصحو وتارة يغمى علي حتى أني لم أكن أدرك هول الفاجعة لأن أعراض إصابتي بغاز السارين جعلتني أصاب بانعدام التوازن العقلي والجسدي حينها. 

في أثناء فترة عودة وعيي أثناء وجودي في المشفى للعلاج وصل للمشفى أحد الأشخاص الذي كنا نعرفه كان يبحث عن ابنته رآني فسألني عنها فأخبرته أنني لا أعرف أي شي عن العائلة وذهب مسرعاً دون إعطاء أي جواب عن أسئلتي عن الذي حدث.

أخبر ذاك الرجل خالتي عن مكاني وجاءت خالتي وأخذتني من المشفى الى بيتها، طلبت منها أن تخبرني ماذا حدث..

كان جوابها أننا تعرضنا للقصف بالأسلحة الكيماوية سألتها عن أمي واخوتي كان جوابها فقط أن أخي ينتظرني بالغرفة الثانية وهو أيضأ مصاب سألتها مرة أخرى بإصرار عن عائلتي، هنا أخبرتني ابنة خالتي أن أختي صفا فقط قد استشهدت متأثرة بغاز السارين… 

عندما وصلت للمكان الذي يجلس فيه أخي سألته عن أمي أين هي …بكى أخي في هذه اللحظة وقال لي أنه لم يبقى أحد، مات الجميع متأثرين بغاز السارين.  

لم أدرك حينها الحقيقة الصعبة أنه لم يبقى على قيد الحياة من عائلتي إلا أنا وأخي وأن حرفياً الجميع قد مات..

كانت إبادة بحق العائلة فقدنا من عائلتي الصغيرة والكبيرة ٣٣ شخصاً في هذه المجزرة.

استمرت أعراض الإصابة حوالي 15 يوما حتى التعافي وطوال تلك الفترة كانت الأعراض التي عانيت منها عبارة عن هلوسات وكلام غير مفهوم وألم جسدي شديد خاصة بالرأس والعينين وعدم القدرة على المشي.  

أثنائها اكتشفت أيضاً أني فقدت ذاكرتي عن تلك الليلة وعن بعض ما سبقها من أحداث يبدو أن عقلي لم يستوعب هول ما حدث فيها ولم يكن قادراً على تحمل صدمتها وقرر أن يمحوها حتى يومنا هذا لعل ما حدث معي هو لحكمة أرادها الله لي … 

أحتسب من فقدنا عند الله من الشهداء وجبر الله كسر قلوبنا على فراقهم.  

شارك

This post is also available in: English Français