في التاسع عشر من آب (أغسطس)، ٢٠٢٢، أُعلن عن إشهار رابطة ضحايا الكيماوي، في ندوة عقدت ببرلين بالتعاون مع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
وانطلقت الندوة تحت عنوان “معاً من أجل حقوق الضحايا ومنع الإفلات من العقاب” حيث أدارها ثائر الحجازي الذي أشار في تقديمه أن إشهار الرابطة يأتي في الذكرى التاسعة لمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، في محاولة ألّا تكون “ذكرى للألم فقط، بل ذكرى لنفعل شيئاً”.
وقال الدكتور سمير نمور، رئيس الرابطة، أن خطوة إعلان التأسيس جاءت بعد نحو عامين من النقاشات والمداولات بين الضحايا، أدّت لانتخاب مجلس إدارة وتعيينه رئيساً له.
وعن تعريف الرابطة قال الدكتور نمور: “نحن مجموعة من الناجين وذوي ضحايا الجرائم ضد الإنسانية التي قام بها نظام بشار الأسد ضد المدنيين باستخدام السلاح الكيميائي، موجودون في عدة بلدان.
تواصلنا ووجدنا أنه يجب أن نفعل شيئاً: هناك ضحايا، وهناك انتهاكات ضخمة، وهناك استخدام لسلاح دمار شامل، والعالم لا يفعل شيئاً. شكّلنا هذه الرابطة، رابطة ضحايا الأسلحة الكيميائية، من أجل حقوق الضحايا، ومنع الإفلات من العقاب، نحن، مهما عملنا، لن نستطيع أن نعيد الضحايا إلى الحياة، لكن حقّ الضحايا هو محاسبة الجناة”.
كما قدّم الدكتور نمور أهداف الرابطة: العمل على محاسبة جميع المتورطين باستخدام الأسلحة الكيميائية، ومحاسبة المسؤولين عن تشويه الحقائق، والعمل على الحفاظ على السردية الحقيقية في وجه جهود التزوير؛ والتعاون مع جهود التوثيق والتحقيق والعمل على تعريف العالم بجرائم الأسد الكيميائية؛ والسعي لتأمين جميع حقوق الضحايا والناجين وتخليد ذكراهم؛ والتعاون مع جهود حظر استخدام الأسلحة الكيميائية عالمياً
.من جهته أشار مازن درويش، مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، الشريك التأسيسي للرابطة، إلى أن إشهار الرابطة هو “خطوة إضافية على طريق أن يتولى الضحايا وذووهم قيادة عملية المطالبة بالعدالة والمحاسبة”، مؤكداً على أن “سعي الضحايا للوصول إلى حقوقهم ليس مسألة تحصيل حقوق ومحاسبة جناة فحسب، وليست فقط قضية سورية بحتة إذ نرى سعي رعاة أطراف الصراع الإقليميين اليوم لإحراز تسويات على حساب حقوق الناس؛ بل إنه سعيٌ لحماية المدنيين في كل العالم”، مضيفاً: “يجب أن تلتقي هذه الجهود في حركة عالمية، بقيادة الضحايا، لتحقيق عدالة وسلام مستدامين”.و أشارت الدكتورة أماني بلور، العضوة في الرابطة، إلى أن “استخدام السلاح الكيماوي كان أبشع ممارسات النظام، ومجزرة الغوطة الشرقية عام 2013 كانت أشنع هذه الاستخدامات”، مشيرةً إلى أن هذه المجزرة شكّلت “نقطة لا عودة” من حيث نقل النظام ممارساته الإبادية الشاملة إلى مستوىً أعلى. متمنية أن تتمكن الرابطة في عملها المستقبلي من أن تكون “صوتاً للضحايا، وصوتاً لفضح ممارسات النظام”.